You are currently viewing كيف يكشف كتاب من تأليف الذكاء الاصطناعي عن مخاوف المبدعين من هيمنة التكنولوجيا؟

كيف يكشف كتاب من تأليف الذكاء الاصطناعي عن مخاوف المبدعين من هيمنة التكنولوجيا؟

زوي كلاينمان

Role,محررة التكنولوجيا – بي بي سي

1 فبراير/ شباط 2025

في عيد الميلاد، تلقّيتُ هدية مثيرة من صديقتي: كتاب “الأكثر مبيعاً” بعنوان “شرح التكنولوجيا للمبتدئين”، الذي حمل اسمي وصورتي على غلافه وحظي بمراجعات رائعة.

لكن المفاجأة أن الكتاب كُتب بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع بعض الإشارات البسيطة التي قدمتها صديقتي جانيت عني.

الكتاب مثير للاهتمام ومضحك للغاية في بعض الأجزاء، لكنه أيضاً يتنقل بطريقة غير سلسة، وتتباين لغته ما بين كتب التنمية الذاتية والسرد القصصي.

ويحاكي الكتاب أسلوبي الثرثار في الكتابة، لكنه في الوقت نفسه متكرر بعض الشيء، ويعاني من بعض المبالغة في التفاصيل، ربما تخطى الذكاء الاصطناعي الإشارات التي قدمتها جانيت في جمع المعلومات عني.

تبدأ عدة جمل بـ “كصحفي رائد في مجال التكنولوجيا…” – وهو أمر محرج – وقد يكون قد تم اقتباسها من سيرة ذاتية على الإنترنت.

 الذي سيفعله بدلاً من ذلك، إذ يُقال إنه يفضل تقليص تنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي.

وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه عدد من الدعاوى القضائية ضد شركات الذكاء الاصطناعي، وخاصة ضد أوبين إيه آي، وقد رفع هذه الدعاوى عدة أطراف، بدءاً من صحيفة نيويورك تايمز وصولاً إلى المؤلفين وشركات الموسيقى، وحتى أحد الكوميديين.

ويقول المدعون إن شركات الذكاء الاصطناعي انتهكت القانون عندما أخذت المحتوى الخاص بهم من الإنترنت واستخدمته لتدريب أنظمتها دون موافقتهم.

من جانبها، تدافع شركات الذكاء الاصطناعي عن تصرفاتها بقولها إنها تندرج تحت بند “الاستخدام العادل”، مما يعفيها من المساءلة القانونية.

ومع ذلك، هناك عدة عوامل يجب مراعاتها لتحديد ما إذا كان ما قامت به الشركات يندرج فعلاً ضمن “الاستخدام العادل”، وهو أمر لا يتمتع بتعريف واضح.

ويظل قطاع الذكاء الاصطناعي يخضع لتدقيق متزايد فيما يتعلق بكيفية جمع بيانات التدريب، وما إذا كان يجب على هذه الشركات دفع مقابل لهذه البيانات.

وإذا لم يكن كل ذلك كافياً لإثارة التفكير، فقد هزت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية “ديب سيك” القطاع في الأسبوع الماضي، بعدما أصبح تطبيقها المجاني الأكثر تحميلاً على متجر تطبيقات أبل في الولايات المتحدة.

وتقول شركة “ديب سيك” إنها طورت تقنيتها بتكلفة أقل بكثير من تقنيات مماثلة من إنتاج شركة “أوبن إيه آي”، ما أثار مخاوف أمنية في الولايات المتحدة وهدد هيمنتها الحالية على هذا القطاع.

أما بالنسبة لي كمؤلف، فأعتقد أنه في الوقت الحالي، إذا أردت حقاً كتابة كتاب “أكثر مبيعاً”، فلا يزال يتعين عليّ أن أكتبه بنفسي.

إن كتاب “شرح التكنولوجيا للمبتدئين” يسلط الضوء على العيوب الحالية في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصة في المشاريع الأكبر، فالكتاب مليء بالمغالطات والهلوسات، وقد يكون من الصعب قراءة بعض أجزاء منه لأنه طويل جداً.

لكن بالنظر إلى السرعة التي تتطور بها التكنولوجيا، لست متأكداً من المدة التي سأظل فيها واثقاً من أن مهاراتي البشرية في الكتابة والتحرير، التي تعتبر أبطأ بكثير، ستظل أفضل

اترك تعليقاً